recent
أخبار ساخنة

فتنة القرامطة - أصعب أيام الإسلام

الصفحة الرئيسية

هناك مشاهد ومواقف كثيرة فرغت فيها الكعبة من زوارها تمامًا حوالي 40 مرة على مر التاريخ. منذ العام التاسع للهجرة و وقت فرض الحج على المسلمين لأول مرة وإلى يومنا هذا. وتعود الأسباب الرئيسية التي منع الحجاج فيها من الطواف بالكعبة، إلى انتشار وباء الكوليرا و التيفويد و الماشري و الطاعون الأسود. أين كان عدد الوفيات يوميا يصل إلى 1000 حاج .و مؤخرا حين انتشر وباء كورونا المستجد و تم إغلاق الكعبة و تعقيمها بالكامل و منع الحجاج من زيارتها. بخلاف ذلك كانت هناك فترات الحروب و الخلافات السياسية التي كانت فيها الكعبة تغلق أمام زوارها. وشهدت الكعبة فترة انقطاع من الزائرين و توقف فيها الحج لأطول فترة زمنية شهدها تاريخها حين انقطع الحج لمدة عشر سنوات متتالية كانت عام  908 بسبب مذبحة الحرم المكي أو قتنة القرامطة.

فتنة القرامطة - أصعب أيام الإسلام

 ترجع أصول القرامطة إلى حمدان بن الأشعث الذي ولد في العراق و اطلق عليه لقب حمدان قرم لأن مشيته و قصر قامته كانت السبب في حصوله على هذا اللقب. بدأ حمدان دعوته بالحديث عن الدين و آل البيت و الظلم الذي وقع عليهم و أسس قاعدة شعبية له في العراق ثم أرسل أبو سعيد الجنابي و كان من أشد تابعيه إلى البحرين و قطر حتى يؤسس لهم قاعدة جماهيرية في الدولتين و بالفعلى ذاع صيتهم و زاد أتباعه و أصبح لهم قاعدة مركزية في مدينة سلمية بسوريا بالتزامن مع ذلك، ظهر عبيد الله المهدي في عام 899 و هو احد اتباع الفرقة الاسماعيلية في المغرب، ادعى عبيد الله أنه حفيد محمد بن اسماعيل و أنه هو الإمام المهدي الحقيقي و أعلن قيام دعوة المهدية و رفض اسم الاسماعيلية. رفض حمدان قرمط و أبو سعيد الجنابي تحركات عبيد الله المهدي و أعلنوا قيام دولة القرامطة في البحرين و العراق و خراسان و انتشرت دعوة عبيد الله المهدي بشكل أوسع في شمال إفريقيا كلها و إنتقلت إلى مصر التيىأعلن فيها قام الدولة الفاطمية و مع استقرار الوضع بين الفاطميين و القرامطة هاجرت بعض قبائل القرامطة إلى مصر و سكنوا فيها و بهذا أدانوا بالفض لدولة القرامطة سياسيا و للفاطميين دينيا. في عام 908تبنى أبو طاهر الجنابي الابن المباسر لأبو سعيد الجنابي معتقدا جديدا يسعى للهدم من أجل البناء، بمعني أنه نادى في البحرين في خطب كثيرة بضرورة الكعبة حتى يظهر المهدي المنتظر محمد بم اسماعيل فتقوى دولتهم و ينتصر الإسلام من جديد و عليه فقد وضع هو و من معه خططهم لهجوم على الكعبة أثناء موسم الحج بدأ تحرهم في ذات العام، عام 908م يوافق 317ه حيث جمه أبو طاهر الجنابي جيوشه من مواليه و تابعيه في قطر و البحرين و تحرك بهم ناحية الأحساء و دخلوا مكة على أنهم حجاج يريدون إقامة شعائر الحج ولكن في طريقهم إلى مكة كانوا يدخلون كل مدينة فيقتلون رجالها و يغتصبون نساءها و ينهبون الأموال ثم شعلون النيران في الأطفال و الشيوخ و النساء و هو ما حدث بالفعل في البصرة لمدة 17 يوما. عند وصولهم إلى الكعبة ، في يوم التروية بدأوا في سب الأنبياء جميعهم بألفاظ قبيحة ثم هجموا على الحجاج و بدأوا بقتل جميع المصليين، و غرقت الكعبة يومها في الدماء. وصل عدد القتلى بحسب المؤرخين في هذا اليوم إلى 30 ألف قتيل. البعص أطلق عليها عملية إبادة جماعية و قتل في أقدس مكان على وجه الأرض و كان قتلهم بالترصد لدرجة أنه من هرب من الحجاج في الجبال و الوديان و الأحراش كان يقتل أيضا، بسبب كثرة عدد الجثث أمر أبو سعيد الجنابي جنوده برمي الجثث في بئر زمزم فمتلأ البئر عن آخره و هدموا البئر بالفأس و ألقى فوقه المزيد من الجثث. ووقتها وقف ابنه أبو طاهر يصرخ و يقول لمن الملك اليوم أنا الله و أنا أخلق الخلق و أنا أفنيهم. و مسك سيفه و بدأ يقتل في الحجاج و يضحك وسط ضحكات استهزاء ايضا من جنوده. كان صراخ الناس في الكعبة يخرق الأذان. وقام أبو طاهر بتجنيس الكعبة و هو يسأل جنوده عن طير الأبابيل و عن أبرهة و عن الفيل لتتعالى ضحكاتهم. أمر أبو طاهر جنوده بتعرية الكعبة و أخذ كسوتها و نهبوها لأنسفهم و بدأ بالدق على الكعبة و هو يسأل أين رب هذا البيت. و أمر جنوده بفك باب الكعبة لأخذه معم و دخل أبو طاهر الكعبة بحذائه و هو يقرأ آيات من القرآن و نهب ما بداخلها من مجوهرات و هدايا. كما أمر أبو طاهر بجمع النساء ند صحن الكعبة و أمر الجنود باغتصابهن علنا ثم أمرهم بقطع رقابهن و رميها في بئر زمزم. قام أبو طاهر بعدها ضرب الحجر اأسود و هو يقول انه حجر أصم و صنم فانقسم الحجر إلى نصفين و لهذا السبب تم تطعيم الحجر الأسود بالفضة. وهو عبارة حاليا عن حجرين صغيرين و ليس حجرا كبيرا كما فالماضي. و حين كان القرامطة في طريقهم إلى البحرين لحقهم أمير مكة و معه جنوده و أهل بيته و عرض عليهم إرجاع الحجر مقابل كل الاموال التي يمتلكها و لكن أبو طاهر لم يوافق  و اشتبك معه و قتلوه هو و جنوده و أهل بيته و عادوا إلى البحرين. في النهاية لم يتمكن أبو طاهر من سرقة مقام غبراهيم لأن اهل مكة قد أخفوه عنه و ورفضوا إخباره بالمكان ولها ارتكب فيهم مجزرة بشعة في شعاب مكة و قتل آلافا منهم. و أمر ببناء كعبة لهم في الأحساء مع تخصيص مكان يسمى عرفاتو مكان آخر يسمى منى. و أمروا سكان القطي بالحج لكعبة القرامطة و حينما ان الحجاج يرفضون الحج كانوا يذبحونهم فوصل عدد القتلى في مدو 17 يوما إلى عدد كبير. ثم عادوا إلى البحرين و معهم الحجر الأسود و بقى الحجر معهم مدة 22 سنة كاملة حتى تمت استعادته إلى مكانه عام 339 هجرية.و لمدة عشر سنوات كاملة امتنعت البلان الإسلامية كالعراق و الشام إرسال حجاجها إلى مكة مما أدى إلى توقف الحج بالكامل و أصبح صحن الكعبة فارغا حتى أن الحجر الأسود لم يكن موجودا حتى يتم الحج. حاول الكثير من الخلفاء ارجاع الحجر الأسود منهم الحاكم بأمر الله وأحد خلفاء العراق الذي عرض 50 ألف دينار عليهم لإرجاع الحجر و لكنهم رفضوا. وبعد 22 عاما من نهبه اخذ القرامطة الحجر و علقوه في الأسطوانة السابعة من مسجد الكوفة. و استطاع الخليفة المقتدر أن يقتعهم بإرجاع الحجر مقابل 30 ألف دينار فوافق حاكم القرامطة وقتها أبو طاهر سليمان بن يعيد الحسين الجنابي و أمر محمد بن سنبر القرمطي بإرجاع الحر الأسود الشريف إلى مكانه في مكة و بمرور الزمن تشتت شملهم و أصيب قائدهم أبو طاهر بالجدري و تعذب حتى الموت. و أمر أبو طاهر بإعدام ابنه و تخلت عنهم القبائل و هزمهم المعز لدين الله الفاطمي و اقتصر نفوذهم على البحرين فقط و مات أكثرهم بالغرق في البحر و تفرق شمل الباقيين .

google-playkhamsatmostaqltradent